Abstract:
تكمن ميزة الدين الإسلامي في جملة من الآيات الكونية التي وردت في سور القرآن الكريم: لأن لها غاية وأهمية للدارسين وغيرهم للشعور بعظمة خالق هذا الكون وإحاطة علمه بما فيه ، ولا شك أن قراءة هذه الآيات تزيد الإنسان إيماناً بالله وتقوي الثقة به سبحانه، وقد تناولت الدراسة هذه الآيات على حسب ما تناولها المفسرون القدامى والمحدثون ، من خلال تعريفاتهم وتفسيرهم لآيات القرآن الكريم أقوال عدة من المفكرين والفلاسفة عن الكون مع اختلاف آرائهم. هدفت الدراسة إلى معرفة مفهوم الآيات الكونية من خلال هذا الجزء، ومنها ما يعين الإنسان على التفكير وتذكير دلائل قدرته تعالى ، ويعرف أن خالق هذا الكون هو المستحق بالعبادة لا غيره ، ولا يتحقق ذلك إلا بمعرفة ما فيها من القدرة الإلهية التي سخرها وسيرها للخلق أجمعين: لأن هذه الآيات الكريمة من دلائل قدرته في خلق هذا الكون المنظور. اتبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي و توصلت الدراسة إلى عدة نتائج ، أهمها : مفهوم الآيات والكون والقرآن، إثبات القدرة الإلهية بالمحسوسات ومخلوقات الله وأدلة وجوده ووحدانية البعث، ومنها : مظاهر القدرة الإلهية من ضرب الأمثال بهذا الكون ، ومنها : الفاطر لهذه السماوات والأرض ، ومنها : النفخة في الصور، ومنها : إثبات القدرة الإلهية في طاعة حملة العرشه سبحانه، ومنها : رعاية الله تعالى ورحمته على كل ما يدب على الأرض ، ومنها : السير في الأرض وأخذ العبر لعاقبة المكذبين ، ومنها : دلائل قدرته سبحانه لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس، ومنها : رحمة الله علينا أن جعل الليل لنسكنوا فيه والنهار مبصرة، ومنها : جعل الله الأرض قرارا والسماء بناء وصورنا بأحسن الصورة، ومنها: خلق الإنسان من تراب ثم من نطفة ثم من علقة، ومنها: نعمة الله علينا أن جعل لنا الأنعام لنركبوا منها ومنها نأكلون، ومنها: خلق الأرض في يومين وجعل فيها رواسي من فوقها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام، ومنها: الآياته الليل والنهار والشمس والقمر، ومنها: إنفراده تعالى لعلم الساعة، ومنها: الآياته في الآفاق وفي الأنفس، ومنها: أقوال الفلاسفة والمستشرقين على ادعاءاتهم الباطلة. توصي الدارسة بضرورة الاهتمام بهذه الظواهر الكونية المرئية والنظر إليها بعين الاعتبار لمعرفة ما وصلت إليه الدراسة من كثرة غفلة الناس عنها ، ومن عدم عبرتهم لما فيها من إثبات الإيمان على وجود الله تعالى وعدم الوقوع في مخالفات العقدية والعقيدة . توصي الدراسة الباحثين بالتوسع في هذا المجال بالسعي قدما لتحقيق مراد الله تعالى ، أو ما تدعو إليه هذه الآيات الكونية في بقية سور القرآن التي تناولتها هذه الآيات لإبرازها تخفيفا لمن يريد الاطلاع عليها لتمام الفائدة ، ولأهميتها للإنابة، والرجوع إلى صانع هذا الكون وهو -الله سبحانه وتعالى- وتغيير سلوك الإنسان بالإنابة إلى الله لشعوره بعظمة الله في خلق هذا الكون.